الاثنين، 18 مايو 2015

بيداغوجيا الأهداف

بيداغوجيا الأهداف 
تقديم :
     من المشكلات التي واجهت البيداغوجيا التقليدية الافتقار إلى تحديد صريح وواضح للأهداف المراد بلوغها ، حيث كان الاهتمام بالمحتويات والمضامين وبطريقة حفظها هو الطاغي على حساب الاهتمام بتكامل جميع العناصر فيما بينها .
    وقد جاءت بيداغوجيا الأهداف استجابة للصعوبات التي عانت منها العملية التعليمية التي سادت حتى بداية القرن العشرين .
    وكان اختيار التدريس بواسطة الاهداف نابعا من الرغبة في استثمار كل امكانات العقلنة والترشيد التي تسمح بها فكرة الهدف في تنظيم الممارسة البيداغوجية .
 تعريف الهدف البيداغوجي :
     عرفه ماجر( mager ) بأنه وصف لمجموعة من السلوكات والإنجازات التي سيبرهن المتعلم من خلال القيام بها على قدرته
     وعرفه الدريج بأنه سلوك مرغوب فيه يتحقق لدى المتعلم نتيجة نشاط يزاوله كل من المدرس والمتمدرسين ، وهو سلوك قابل لأن يكون موضع ملاحظة وقياس وتقويم .
 مميزات الهدف :
  1- سلوك محدد قابل لأن يكتسبه المتعلم على شكل مهارة أو قدرة أو موقف .
  2- نشاط ينبغي أن ينجزه المتعلم .
  3- قابلية الهدف للملاحظة والقياس والتقويم .
أهمية هذه البيداغوجيا :
 1- تحديد المحتويات انطلاقا من أهداف محددة .
 2- تساعد على انتقاء أساليب التدريس ووسائله وتقنيات العمل .
 3- تسهيل عملية ضبط النتائج وتقويمها .
 المبادئ التي قامت عليها هذه البيداغوجيا :
 1- العقلنة : تجاوز العفوية والارتجال .
 2- الأجرأة : تجزيء العمل المراد إنجازه إلى عناصر صغيرة تحدد تحديدا إجرائيا .
 3- البرمجة : تنظيم مصادر العمل ، والإنجاز وفق تصور منطقي
مستويات الأهداف :
  تتحدد هذه المستويات انطلاقا من العام نحو الخاص ، أو من المستوى العمومي إلى الإنجاز الفعلي .
 1 – الغايات : تعبر عن فلسفة المجتمع ونظامه العام تترجمها الوثائق الرسمية والنصوص الشرعية .
 2 – المرامي : من مرادفاتها الأغراض والمقاصد ، وهي أقل عمومية من الغايات .
 3 – الأهداف العامة : تشتق من المرامي ، عرفها هاملين (hameline) بأنها وصف على شكل قدرات لدى المتعلم لإحدى النتائج المنتظر تحقيقها في فترة زمنية .
 4 – الأهداف الخاصة : هناك من يسميها الأهداف السلوكية والعملية ، وهي تشتق من الأهداف العامة . وعرفها هاملين بأنها أهداف تستخرج من تجزيء هدف عام إلى كثير من الصيغ يؤدي تحقيقها مجتمعة إلى تحقيق الهدف العام
الأهداف الإجرائية : عبارة عن أهداف دقيقة تصاغ صياغة إجرائية بما سينجزه المتعلم من سلوك بعد ممارسته لنشاط تعلمي معين .
 مثال توضيحي :
 غاية : إعداد المواطن إعدادا شموليا ومتكاملا وصالحا .
 مرمى : تثبيت العقيدة الإسلامية بفضائلها وأحكامها اعتقادا وسلوكا
 هدف عام : اكتساب المتعلم للمعارف الإسلامية عبادات ومعاملات وتمثلها ذهنيا والتشبع بها وجدانيا
 هدف خاص : تمثل معنى الطهارة وأحكامها
 هدف إجرائي : أن يميز المتعلم شفويا بين أنواع الطهارة
مجالات الأهداف البيداغوجية :
 ليس الهدف مجرد عملية مصوغة بشكل معزول وعشوائي ، وإنما يصاغ داخل نسق نظري يتميز بالتماسك والتدرج الداخليين يسمى  صنافة     (taxonomie) وتتعدد الصنافات بتعدد المجالات .
 المجال العقلي المعرفي :
 صنافة بلوم (bloom) : ظهرت عام 1956، وصنفت المهارات العقلية
التي تسعى العملية التعليمية إلى تحقيقها إلى ستة مراق :
  1- الحفظ : تثبيت المعلومة في الذاكرة
 2 – الفهم : فهم الأفكار وإدراك المعاني
 3– التطبيق : القدرة على استخدام المعلومات المكتسبة في المواقف المناسبة
 4 – التحليل : القدرة على تمييز التفاصيل وتحليل المعلومات إلى جزئياتها وعناصرها المختلفة
 5 – التركيب : القدرة على تجميع العناصر والأجزاء في وحدة متكاملة
 6 – التقويم : القدرة على إصدار الحكم وإبداء الرأي حول قيمة المعلومات
المجال الوجداني :
 صنافة كراتوول ( krathwohl ) : ظهرت عام 1964في المجال الوجداني العاطفي  ، وركزت على مسار منهجي في بناء القيم والمواقف لدى الإنسان ، و مراقيها هي :
 1 -  التقبل : ترمي إلى دفع المتعلم إلى الاستقبال والانتباه
 2 – الاستجابة : تهدف إلى دفعه إلى الانخراط في ظاهرة أو موضوع لاكتشافه والتعمق فيه
 3 – بناء القيم والحكم عليها : تستهدف تقدير المتعلم لمواقف أو ظواهر أو سلوكات  في ضوء الإيمان بقيمة معينة وتقديرها
 4 – تنظيم القيم : تحديد العلاقات المتفاعلة بينها وبين القيم الحاكمة
 5 – التميز بقيمة أو مجموعة قيم : تأخذ القيمة مكانها وتنتظم في نسق داخلي يحكم السلوك ويوجهه باتساق كبير .
  المجال الحس – حركي :
 ظهرت صنافة هارو(    harrow ) سنة 1972 ومراقيها هي :
 1 – الحركات الانعكاسية : هي حركات غير متعلمة عند الطفل .
 2 – الحركات الأساسية : هي تطوير للحركات الانعكاسية وتمهيد للحركات الإرادية .
 3 – الاستعدادات الإدراكية : يبتدئ بها المتعلم وتنمو بالنضج والتعلم
 4 – الصفات البدنية : تتصل بالخصائص الوظيفية للأعضاء لتظهر الحركات الجسمية نوعا من الرشاقة  والقوة والمرونة .
 5 – المهارات الحركية : ظهور درجة عالية من المهارات المتمثلة في مراقبة الحركات الأساسية وضبطها وضبط الإدراك بما يعطي في النهاية أداء حركيا منسقا وجميلا .
 6 – التواصل غير اللفظي : ظهور مهارات حركية بقدرة الفرد على خلق حركات جمالية تعبيرية دون استعمال اللفظ .
من الانتقادات الموجهة إلى هذه البيداغوجيا :
 _ استمداد هذه البيداغوجيا لكثير من معطياتها من النظرية السلوكية مما جعلها تعطي أهمية كبرى للمظاهر الخارجية للسلوك على حساب الجوانب الأخرى .
 _  سقوطها في النزعة التجزيئية للأهداف ، وتركيزها على السلوكات الجزئية ضمن الصياغة الإجرائية .
 _ ليست الأهداف كلها قابلة لأن تكون صريحة وواضحة  كما تفترض هذه البيداغوجيا .
 _ انبناء الصنافات على نظرة علم النفس التقليدي الذي يفصل عمل وظائف الدماغ ، فيجعل منطقة للعلوم ومنطقة للفنون ...إلخ ، بينما النظريات الحديثة تعتبر الشخصية الإنسانية متكاملة الجوانب والأبعاد بخلاف نظرة علم النفس التقليدي .
مراجع :
 _ « دروس في الديداكتيك » للعربي شاووش
 _ « التدريس الهادف » للدريج
 _ « ديداكتيك التربية الإسلامية » لمحمد العمراوي وخالد البقالي
 _ « رهانات البيداغوجيا المعاصرة » لعبد الحق منصف
 _ « من الأهداف إلى الكفايات » لعبد الله ضيف 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق